إبداء الرأي في شعر الحماسة.
-1-على الرغم من تميز شعر الحماسة وتفرده في تخير الايقاعات المناسبة والصور الشعرية الملائمة لبث نفس حماسي مميز في القصيدة الحماسية الا ان هذا لم يكن وليد ابداع شخصي وإنما هو سليل
الإبداع القديم فما شعر الحماسة الا مرآة عاكسة للشعر الجاهلي خاصة في التقيد بالبحور والأرواء وبعض الظواهر الايقاعية التي تؤصل شعر الحماسة تحت لواء القديم أكثر مما تميزه زد على ذلك فإن بعض الصور في شعر الحماسة بدت أقرب الى المبالغة والغلو في تصوير بطولة
الممدوح وشجاعته زد على ذلك فقد غدت اختيارات الشاعر الحماسي اختيارات بدوية في زمن التقدم والتحضر.
-2- شعر الحماسة سعى الي التجاوز في مستوى التغني باالقيم العربية الا ان تلك القيم ظلت رهينة الماضي وخاصة القصيدة الجاهلية التي
كانت وفية لعزة نفس الفارس وبطولته وشجاعته وبالتعالي على الخصوم فجل هذه القيم لم تكن وليد إبداع بقدرما هي إعادة إحياء لروح الماضي بنفس جديد.
-3-في علاقة الحماسة بالملحمة فبرغم حضور مظاهر الملحمة في شعر الحماسة فإنه من المجازفة اعتبار القصيدة العربية مع كل من أبي تمام والمتنبي وابن هانئ ملحمة تامة التكوين وذلك لاندراجها في صلب
الغرض الشعري وهو المديح فمقصد القول هو الرفع من شأن الممدوح اساسا وبذلك تساهم المعاني الحماسية في تحقيق جملة من المعاني الأخرى المرتبطة بالمعجم الحربي خاصة. فلئن توفر البعد الملحمي في شعر الحماسة من جهة الموضوع وهو وصف المشاهد القتالية ومن
جهة التصوير والتخييل والمعجم فإن القصيدة الحربية العربية ارتبطت بمناسبات ومواضيع مخصوصة قد تقلل من إمكانية اعتبارها ملحمة حقيقية.
-4-في علاقة الحماسة بالتأريخ : لئن جسد شعر الحماسة البعض من مظاهر التأريخ الهادف الي تسجيل الوقائع وتوثيق أيام العرب ممثلة في حروب المسلمين الخارجية والفتن الداخلية غير ان الحماسة هي
بدرجة اولى قالب شعري تعبيري يتميز بخصائص فنية تجعله خطابا مخصوصا يخلق ليبالغ ويؤثر اعتمادا على حسن إخراج الصورة اوتوظيف علم البيان وهو ما يتنافى وغاية فن التأريخ الذي يعمد الي
التوثيق وتسجيل الوقائع وفق مقومات مخصوصة فيها الكثير من الحياد والمصداقية..
-5-نقد المقاصد: يظل الشعر فنا او لا يكون إلا أن القصيدة الحماسية خلال القرنين الثالث والرابع للهجرة كانت في خدمة القادة والساسة أكثر من خدمة الواقع وإفادة مرحلة التراجع والانهي